تستيقظ كل يوم، تسدل الستار و تنفض الغبار رغم أنك.. لم تنم، ترفع نظرك لأعلى رغم أنك..أسفل..
بعد كل هذا تعود لتستلقي، تجبر نفسك أن تختار إذا ما كنت ستضغط الزناد أم أنك ستبتسم عوض ذلك، و أنت تعلم جيدا أنه غدا ستجبر روحك أن تتجرع طلقتين..
رصاصة حاولتَ إخراجها و ما كنت في الواقع إلا تقحمها أعمق، رصاصة صغيرة تكاد أن تكون أحقر من نظرات نفسك في المرآة كفيلة أن تحسسك أنك كالوردة بين يدي، مكسور قلبها تضغط عليها فتفوح منها رائحة الألم، كخبر الموت بين أذناي المضرور تَسْكُتُ فتُسْمِعُ أهازيج العدم..
رصاصة سريعة تعادل قطار الأفكار الذي محطاته لا تسمح لك بالتنحي أبدا، يتعبك ضجيج سككه فتلوذ بالفرار نحو النوم دون أن تدرك أن سائقه اعتاد رحلات الظلام و وجد فيها ما ينزع عنك ذلك الغطاء التي كنت صغيرا تدعوه السلام، لم تعد الوحوش هي تلك المخلوقات التي تختبأ تحت سريرنا، صارت الوحوش تلك التي تنام فوقه..
حذرونا من الغراب و حكوا لنا عن سواد جناحه، لم يخبرونا أننا سنكبر لنقتات بدورنا من فتات سعادتنا، حملت لأفكاري قوت يومها من الناس و لم تختر إلا أن تأكل مني.
آسف لكوني أكتب بصوت الحقيقة التي وقعها كالرصاصة، لكننا أصبحنا كل شيء خشيناه يوماً ما، كل ما كانت تبكينا صورته صار صورتنا و كلما كانت تعيبنا هيئته صار شكلنا، حلمنا أن نصير الأبطال الذين حكوا لنا عنهم فكبرنا لنواجههم، و ما بقي لي من أحلامي إلا "خارق" لكل الوعود التي أعطيتها لي.
كنت أرقص فرحا بحضور العيد ها أنا أصرخ هربا من كل قريب أو بعيد، كان المال يشري سعادتي و الآن هو حقا يحاول ذلك و لن يقدر..
كل هذا و لا زالت بداخلي.. رصاصة.
يونس لمنور
رسم : سندس العسري
Commentaires
Enregistrer un commentaire